عشر في تفسير قول الله تعالى {لا الشمس ينبغي لها ان تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون} فقال في باب تفسيرها بلفظه وذكر الليل والنهار بالسبق توسعا لأن الليل والنهار عرضان لا حركة لهما وذلك أن الليل هو سير الشمس من وقت مغيبها إلى طلوع الفجر والنهار وهو مسير الشمس من وقت طلوع الفجر غيبوبة الشمس ومسير الشمس وهو حركاتها وذلك عرض ولكن أراد بهذا السبق الذي ذكره لها جرى الشمس وبين انها لا تكون في بعض أوقاتها أسرع سيرا منه في بعض آخر وانها لا تجرى الا على مقدار واحد.
يقول على موسى بن طاووس: كيف توهم الجبائي ان السبق بين الليل والنهار مفهوم سابقة كل واحد منهما لصاحبه بنفسه فتأوله بأنه على سبيل المجاز وهلا قال الجبائي ان الحال في السبق بينهما حقيقة بان النهار متقدم على الليل في ابتداء العالم كما ذكره العلماء بالتفسير والتأويل أو قال إن المعلوم من العرف ان النهار أصل والليل زوال ذلك الأصل لأن النهار نور باهر فإذا تغطي النور حدث الليل فالليل حادث على النهار وتابع له وليس لليل حكم يصدر عنه النهار ويتعقبه عنه وكان النهار سابقا على كل حال وقول الجبائي ان الليل والنهار عرضان لا حركة لهما كأنه غلط منه أيضا وقد اعترف ان سير الشمس حركاتها وذلك عرض ولعله أراد انهما عرضان لا فعل لهما ولا حركة لهما.
فصل فيما نذكره من الجزء السابع عشر من تفسير الجبائي وهو أول المجلد التاسع من الكراس الرابع منه من أواخر الوجهة الثانية من القائمة الأولى وبعضه من أول الوجهة الأولة من القائمة الثانية من الكراس المذكور من تفسير قول الله تعالى حتى إذا ما جاؤها شهد عليهم سمعهم وابصارهم وجلودهم بما كانوا يعلمون بلفظه فإنما عنى به هؤلاء الكفار الذين يحشرون إلى النار ويوزعون إليها فسر انهم إذا ما جاؤها صاروا بحضرتها حوسبوا هناك وسئلوا عن أعمالهم التي عملوها في الدنيا وشهد عليهم سمعهم