هاجر إليه ولعل المراد بالمهاجرة إلى الله تعالى الانقطاع إليه بالكلية عن كل شاغل والتجرد له وكان إبراهيم كذلك في الوطن الأول لكن ظاهر حال المخالط للناس أو المبتلى بهم مع اشتغاله بالله تعالى وامتثاله لأمره أنه يكون من جملة طاعاته اشتغاله بالناس في الأول أو بغير الناس من أسباب الطاعة فلعله أراد ان يكون المهاجرة إلى مجرد الاشتغال بالله تعالى بغير واسطة من ساير الأشياء واما قوله كل من خرج من داره فقد هاجر فبعيد من عرف الشرع وعرف العادة لأن الخارج من داره مجتازا من بلد إلى بلد لا يسمى مهاجرا بل متى قصد المهاجرة والإقامة به.
فصل فيما نذكره من الجزء الثالث والعشرين من تفسير البلخي من الوجهة الأولة من القائمة السادسة من الكراس الثالث منه بلفظه قوله إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما اية واحدة يوسف بن يعقوب الماجشون قال اخبرني محمد بن المنكدر ان رجلا قال يا رسول الله كيف نصلي عليك قال قولوا اللهم صل على محمد وآل محمد كما صليت على إبراهيم انك حميد مجيد اللهم بارك على محمد وآل محمد كما باركت على إبراهيم في العالمين عن المغيرة عن أبي معشر عن إبراهيم قال قالوا يا رسول الله هذا السلام قد عرفناه وكيف الصلاة عليك قال قولوا اللهم صل على محمد عبدك ورسولك وأهل بيته كما صليت على إبراهيم انك حميد مجيد وبارك عليه وعلى أهل بيته كما باركت على إبراهيم انك حميد مجيد.
أقول: وروى البلخي ذلك من عدة طرق وقد تقدم قوله إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا في القائمة الخامسة من الكراس الأول من هذا الجزء فقال بعد قائمة أخرى ما هذا لفظه وكيع عن عبد الرحمان بن بهرام عن شهر بن حوشب عن أم سلمة ان النبي دعا عليا (ع) وفاطمة والحسن والحسين فجلل عليهم كساء له خيبريا ثم قال اللهم هؤلاء أهل بيتي الذين أذهبت عنهم الرجس وطهرتهم تطهيرا.
يقول علي بن موسى بن طاووس: فإذا كان هؤلاء هم أهل البيت (ع)