استمرار الاسلام الذي طلبه وسأله فكأنه قال اننا مسلمان ولكنا نسأل ان نكون مسلمين لك بان يكون اسلامنا بالكلية ولا يكون لأجل طلب غيرك من المطالب الدنيوية والأخروية لأن هذا مطلوب زائد على حصول الاسلام المطلق الأول.
فصل فيما نذكره من كتاب النكت واعجاز القرآن تأليف علي بن عيسى الرماني النحوي من الوجهة الأولة من ثاني قائمة منه من باب الايجاز من ثاني سطر منه بلفظه ومنه حذف الأجوبة وهو أبلغ من الذكر وما جاء منه في القرآن كثير كقوله جل ثنائه ولو أن قرانا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى فكأنه قيل لكان هذا.
{يقول} علي بن موسى بن طاوس ولعل حذف الجواب ههنا إن كان يمكن ان الله تعالى لو قال لكان هذا القرآن كان قد وقع هذا الامر الذي أخبر به من تسير الجبال وتقطيع الأرض وكلام الموتى وكان يحصل بذكر الجواب وقوع هذا التقدير ولم تقض الحكمة ذلك أو لعل المراد ان الله تعالى لو قال الجواب كان كل من قرء هذه الآية من الأولياء بخوانها الذي يذكره الله تهيأ له ان تسير الجبال ويقطع الأرض ويحيى الموتى فامسك الله تعالى عن ذكر الجواب لما يكون من الأسباب التي لا يليق ذكرها عنده جل جلاله بالصواب.
فصل فيما نذكره من نسخة وقفتها أخرى في النكت في اعجاز القرآن لعلي بن عيسى الرماني من القائمة الثامنة في تشبيهات القرآن واخراج مالا يعلم بالبديهة إلى ما يعلم بالبديهة واخراج مالا قوة له في الصفة إلى ماله قوة في الصفة فنذكر من لفظه فمن ذلك قوله جل جلاله والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا فهذا بيان قد اخرج مالا يقع عليه الحاسة إلى ما تقع وقد اجتمعا في بطلان المتوهم مع شدة الحاجة وعظم الفاقة ولو قيل يحسبه الرائي له ماء ثم يظهر انه على خلاف ما قدر لكان بليغا وأبلغ منه لفظ القرآن لأن الظمآن