لا يرجع الماضي إلي * ولا من الباقين غابر أيقنت اني لا محالة * حيث صار القوم صائر وباسنادنا الذي ذكرناه عن أبي جعفر محمد بن بابويه قال حدثنا الحسن ابن عبد الله بن سعيد قال حدثنا أبو الحسن علي بن الحسين بن إسماعيل الضحاك قال أخبرنا بن زكريا قال حدثنا عبد الله بن الضحاك عن هشام عن أبيه ان وفدا من اياد قدموا على رسول الله (ص) فسئلهم عن حكم قس بن ساعدة فقالوا قال قس بن ساعدة في جدوث:
يا ناعي الموت وات في جدث * عليهم من بقايا بزهم خرق دعهم فان لهم يوما يصاح بهم * كما ينبه من نوماته العمق منهم عراة ومنهم في ثيابهم * منها الجديد ومنها الأزرق الخلق مطر ونبات واباء وأمهات وذاهب وآت وآيات في اثر آيات وأموات بعد أموات ضوء وظلام وليل وأيام وفقير وغنى وسعيد وشقي ومحسن ومسئ أين الأرباب الفعلة ليصلحن كل عامل عمله بل هو الله واحد ليس بمولود أراد وابدء واليه المآب غدا اما بعد يا معشر اياد أين ثمود وعاد وأين والآباء والأجداد أين الحسن الذي لم يشكر والقبيح الذي لم ينقم كلا ورب الكعبة ليعودن ما بدا ولئن ذهب يوم ليعودن يوم.
أقول: وقال أبو جعفر بن بابويه هو قيس بن ساعدة بن خالف بن زهر بن اياد بن نزار من أول من امن بالبعث من أهل الجاهلية وأول من توكأ على عصى ويقال انه عاش ستمائة سنة وكان يعرف النبي باسمه ونسبه ويبشر الناس بخروجه وكان يستعمل التقية ويأمر بها في خلال ما يعظ به الناس وبالاسناد الذي قدمناه إلى أبي جعفر بن بابويه قال حدثنا الحسن ابن عبد الله بن سعيد قال أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسين بن إسماعيل قال أخبرنا محمد بن زكريا بن دينار قال حدثني مهدي بن سابق عن عبد الله ابن عباس عن أبيه قال جمع قيس بن ساعدة ولده فقال المعافى تكفيه البقلة وترويه المذقة ومن غيرك شيئا نفيسه مثله ومن ظلمك وجد من يظلمه