وهو نسخة عتيقة عليها قراءه قديمة لعلها بخط ولد المصنف في حوادث خمس وثمانين وثلاثمائة قبض فخر الدولة على القاضي عبد الجبار أمر أحمد المذكور وعزله عن القضاء ومصادرة أسبابه بثلاثة الف ألف درهم وباع عبد الجبار في جمله ما باعه الف طيلسان والف ثوب صوف مصري.
أقول: فهل ترى من يكون له الف طيلسان والف ثوب من صفات العلماء العاملين بالله الذين يؤتمنون على دين الله ويصدقون على أولياء الله وقد ذكرنا لك بعض أقوال طلبه للدنيا ومنافسته عليها بحيث إذا وجدت في تفسيره وغيره من تصانيفه تعصبا على الدين على فلا تعتمد عليها وهو متأخر عن أبي على الجبائي وكالتابع له والمتعلق به.
أقول: فمنها ما ذكره عبد الجبار في الجزء الثاني من فرائد القرآن لأن الأول منه ما وجدناه من الوجهة الأولة من القائمة التاسعة من الكراس الخامس منه بلفظه وقوله تعالى {والناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام} يدل على أن النفاق والرياء يصحان في الدين ويدل على أن الرسول يجب الا يعتبر بظاهر القول وان وجب ان يحكم فيه بما يكون فيه شبيه ذلك الظاهر فيلزم الحكم له بالإسلام وان جوز في الباطن خلافه ويدل على أنه (ص) لم يكن يعلم بالبواطن والا الغيب بخلاف ما ارتكبه طائفة في الأمام والنبي (ص).
يقول علي بن موسى بن طاووس: وجدت حديثه في تفسيره أقرب من تفسير الجبائي وأقل اقداما على الجرأة على الله تعالى واما قوله إن النفاق والرياء يصحان في الدين فلعله قصد انهما تقعان في الدين فغلط هو أو ناسخه أو لعله قصد بقوله يصحان اي يصح وقوعهما أي بأنه ممكن والا فكيف يصح النفاق والرياء في حكم الشريعة النبوية أو يقع منه شئ موافق للتراضي الإلهية وقد وقع الوعيد للمنافقين أعظم من الكافرين ان المنافقين في الدرك الأسفل من النار واما قوله يدل على أن الرسول (ص) يجب الا يعتبر بظاهر القول فكيف جاز الاعتماد بالظاهر إلى الاختيار المقام النبوة والرسالة وهل