لأن كثيرا من الناس يحسدونهم ويكرهون صرف القلوب إليهم ولقد كشف {الزمخشري} في كتاب الكشاف من فضل المباهلة وما جمع الله تعالى لهم بها من الأوصاف والالطاف مع أنه من أهل الانحراف ما فيه كفاية لذوي الأنصاف.
فصل فيما نذكره من المجلد الأول من كتاب {جوامع الجامع} في تفسير القرآن تأليف الشيخ أبى علي {الفضل بن الحسن بن الفضل} الطبرسي الرضوي من الوجهة الثانية من القائمة الخامسة من الكراس العاشر منه بلفظه {ان الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم}، آل إبراهيم إسماعيل وإسحاق وأولادهما، وآل عمران موسى وهارون أبناء عمران بن يصهر وقيل عيسى بن مريم بنت عمران بن ثامان، وبين العمرانين الف وثمانمائة سنة وذرية بدل من آل إبراهيم وآل عمران بعضها من بعض يعنى ان الأولين ذرية واحدة متسلسلة بعضها من بعض وفي قراءة أهل البيت وآل محمد على العالمين، وقيل إن آل إبراهيم هم آل محمد الذين هم أهل البيت ومن اصطفاه واختاره من خلقه لا يكون الا معصوما مطهرا عن القبايح وعلى هذا يجب ان يكون الاصطفاء مخصوصا بمن يكون معصوما من آل إبراهيم وآل عمران نبيا كان أو إماما.
يقول: علي بن طاووس وجدت كثيرا من الأخبار وقد ذكرت بعضها في كتاب {البهجة} متضمنة ان قوله تعالى {ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله ذلك هو الفضل الكبير} أن للمراد بهذه الآية جميع ذرية النبي {ص} وان الظالم لنفسه هو الجاهل بامام زمانه والمقتصد هو العارف به، والسابق بالخيرات هو امام الوقت فمن روينا ذلك عنه الشيخ {أبو جعفر بن بابويه} من كتاب {الفرق} باسناده إلى الصادق (ع) ورويناه من كتاب {محمد بن مسعود بن عياش} في تفسير القرآن ورويناه من الجامع الصغير