قوله تعالى وهم لها سابقون هو المعلوم من الحال بالضرورة لأنهم سبقوا أعمالهم بالمعرفة أو بالذي كلفهم إياها وبالرسول الذي دلهم عليها وبمعرفة تلك الأعمال الصالحة وكانوا سابقين لها وهي متأخرة من سبقهم وهو أبلغ في مدحهم.
فصل فيما نذكره من الجزء الثاني عشر من هذه المجلدة من تفسير الفراء من عاشر سطر من وجهة الأولة وقوله ويوم ينفخ في الصور ففزع ولم يقل فيفزع فجعل فعل مردودة على يفعل وذلك أنه في المعنى وإذا نفخ في الصور ففزع الا ترى ان قولك أقوم يوم يقوم كقولك أقوم إذا يقوم فأحببت ان يفعل لأن فعل ويفعل يصلحان مع إذا فان قلت فأين جواب قوله ويوم ينفخ في الصور مع إذا قلت قد يكون في فعل مضمر مع الواو كأنه قال وذلك يوم ينفخ في الصور فان شئت قلت جوابه متروك كما قال ولو يرى الذين ظلموا قد ترك جوابه لأنه كلام معروف والله أعلم يقال للفراء هلا جوزوا أن تكون بمعنى ففزع لعل المراد منه سرعة فزعهم من النفخة وتعجيل انزعاجهم مع النفخة لأنه لو قال جل جلاله بلفظ الاستقبال فيفزع كما ذكره الفراء عسى كان يجوز أحد ان الفزع ما يتعقب النفخة أو يحتمل السامع بهذا إنما... أو صبرا فاتى بلفظ الفعل الماضي إشارة إلى سرعة فزعهم وانزعاجهم ويقال للفراء عن قوله أين جواب ويوم ينفخ في الصور ان نحمله في تمام الآية كاف في الجواب وما يحتاج ان يقال متروك ولا فعل مضمر مع الواو.
فصل فيما نذكره من الجزء الثالث عشر منه من الوجهة الثانية من القائمة الثانية منه بلفظه قوله تعالى النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم وفي قراءته عبد الله وأبي النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وهو أب لهم وكذلك كل نبي وجرى ذلك لأن المسلمين كانوا متواخين وكان الرجل إذا مات عن أخيه الذي أخاه ورثه دون عصبته وقرابته فأنزل الله تعالى النبي من المسلمين بهذه المنزلة وليس يرثهم فكيف يرث المواخي أخاه