وهم راكعون} في ولاية علي بن أبي طالب (ع) أمر رسول الله ان يقوم فينادى بذلك في ولاية علي بن أبي طالب وكان الناس فيهم بعد ما فيهم فضاق برسول الله بذلك ذرعا واشتد عليه ان يقوم بذلك كراهية فساد قلوبهم فأنزل الله جل جلاله {يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك} فلما نزلت هذه الآية قام رسول الله وذلك بغدير خم فقال يا أيها الناس ان الله امرني بالوصف فقالوا سمعنا وأطعنا فقال اللهم اشهد ثم قال إن الأمة لا تحل شيئا ولا تحرم شيئا الا كل مسكر حرام إلا ما اسكر كثيره فقليله وكثيره حرام أسمعتم قالوا سمعنا وأطعنا قال أيها الناس من أولى الناس بكم قالوا الله ورسوله قال يا علي قم فقال علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه أسمعتم قالوا سمعنا وأطعنا قال (ص) فليبلغ الشاهد الغائب الخبر ومن ذلك أبو العباس بن عقده وقد زكاه الخطيب في تاريخ بغداد في كتاب تفسيره في سورة المائدة برجاله وأسانيده جماعة انه أنزلت هذه الآية {إنما وليكم الله ورسوله والذين امنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون} شق ذلك على رسول الله وخشي ان يكذبه قريش فأنزل الله {يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك} الآية فقام بذلك غدير خم ورواه من طريق اخر فزاد فيه فلما شرط العصمة اخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ومن ذلك ما رواه مسعود بن ناصر السجستاني في كتاب الدراية باسناده إلى ابن عباس بنحو ما قدمناه ولو ذكرنا كلما وقفنا عليه طال على من يريد أقصاه وقد رواه محمد بن العباس بن مروان عن أحد وثلاثين طريقا.
فصل فيما نذكره من الجزء الخامس من التبيان من الكراس الثلاثين من أصل المجلد من الوجهة الثانية من القائمة السابعة سورة براءة ذكر فيما زكاه عن الرد أن سبب ترك بسم الله الرحمن الرحيم من أول هذه السورة لأنها نزلت دفع الأمان واعلم أن هذا القول إن كان يستند إلى حجة