قال وا شوقاه إلى ذلك فقال له نوح من أنت قال فصاح جبرئيل صيحة واحدة تداعت الجبال فأجابته الملائكة بالتلبية وترجت الأرض وقالت لبيك لبيك يا رسول رب العالمين قال فبقي نوح مرعوبا فقال له جبرئيل انا صاحب أبيك آدم والرفيع إدريس والرحمن يقرئك السلام وقد اتيتك بالبشارة وهذا ثوب الصبر وثوب اليقين وثوب النصرة وثوب الرسالة والنبوة وقد امرك ان تتزوج بعمورة بنت ضمران بن خنوخ فإنها أول من تؤمن بك فمضى نوح يوم عاشورا إلى قومه وفي يده عصا بيضاء وكانت العصا تخبره بما يكذبه قومه وكان رؤسائهم سبعين الف جبار عند أصنامهم في يوم عيدهم فنادى لا إله إلا الله آدم المصطفى وإدريس الرفيع وإبراهيم الخليل وموسى الكليم وعيسى المسيح خلق من روح القدس ومحمد المصطفى آخر الأنبياء وهو شهيدي عليكم اني قد بلغت بالرسالة فارتجت الأصنام وخمدت النيران واخذهم الخوف وقال الجبارون من هذا فقال نوح انا عبد الله وابن عبده بعثني رسولا إليكم ورفع صوته بالبكاء وقال انا نوح النبي انى بكم نذير مبين قال وسمعت عمورة كلام نوح فآمنت به فعاتبها أبوها وقال ايؤثر فيك قول نوح في يوم واحد وأخاف ان يعرف الملك بك فيقتلك فقالت عمورة أبتي أين عقلك وفضلك وحلمك نوح رجل وحيد وضعيف يصيح بكم تلك الصيحة فيجرى عليكم ما يجرى فتوعدها فلم ينفع فأشار عليه أهل بيته بحبسها ومنعها الطعام فجلبها فبقيت في الحبس سنة وهم يسمعون كلامها فاخرجها بعد سنة فقد صار عليها نور عظيم وهي في أحسن حال فتعجبوا من حياتها بغير طعام فسألوها فقالت إنها استغاثت برب نوح وان نوحا كان يحضر عندها بما يحتاج إليه ثم ذكر تزويجه بها وما كانت من العبادة والزهادة وانها ولدت له سام بن نوح لأن الرواية في غير هذا الكتاب تضمنت إنه كان لنوح امرأتان اسم واحدة رابعا وهي الكافرة وهلكت وحمل نوح معه في السفينة امرأته المسلمة وقيل إن اسم المسلمة هيكل وقيل ما ذكره الطبري
(٢٣٩)