ولا رسول الله (ص) يقولون في مثل ذلك يعنى الله كذا وكذا الا بوحي من الله تعالى وهو قد عرف ان القرآن الشريف تضمن من أعظم الخلايق محمد (ص) {ولو تقول علينا بعض الأقاويل لأخذنا منه باليمين لقطعنا منه الوتين} وقال جل جلاله ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة ثم يقول في أواخر تفسير آيات قد قال في أولها يعني الله تعالى كذا وكذا فيغفل عن قوله إن الله عنى ذلك ويعود يقول وجه أو وجوها اخر يذكر ان الله عناها كيف كان يحسن في حكم العربية والاستعمال أن يقول إنما يعني الله كذا وكذا بلفظ إنما المحققة لما اشتملت عليه النافية لما عداه لم يذكر بعد ذلك وجها أو وجوها اخر.
ويقول: ان الله جل جلاله لعنها.
أقول: ثم لا يذكر قصص الأنبياء ولا الحوادث التي تضمن القرآن الشريف ذكرها كما جرت عادة المفسرين العارفين بها.
أقول: ثم لا يذكر أسباب النزول على عادة المفسرين ولا وجوه الأعراب ولا التصريف والاحتمال ولا ما جرت به العادة من تعظيم فصاحة آيات القرآن ومواضع الأعجاز بها على صواب من كمال المقال.
فصل فيما نذكره من أواخر المجلد من تفسير أبي علي محمد بن عبد الوهاب الجبائي من القائمة الثانية إلى ما نذكره من كلامه في الكراس الأول من لفظه، فقال محنة الرافضة على ضعفاء المسلمين أعظم من محنة الزنادقة ثم شرع يدعى بيان ذلك بأن الرافضة تدعى نقصان القرآن وتبديله وتغييره فيقال له كلما ذكرته من طعن وقداح على من يذكر ان القرآن وقع فيه تبديل وتغيير فهو متوجه على سيدك عثمان بن عفان لان المسلمين اطبقوا انه جمع الناس على هذا المصحف الشريف وحرف وأحرق ما عداه من المصاحف فلولا اعتراف عثمان بأنه وقع تبديل وتغيير من الصحابة ما كان هناك مصحف محرف وكانت تكون متساوية ويقال له أنت مقر بهؤلاء القراء السبعة الذين يختلفون في حروف واعراب وغير ذلك من القرآن