ثم قال أيها الناس سلوني سلوني فوالله لا تسألوني من اية من كتاب الله الا حدثتكم عنها بمن نزلت بليل أو بنهار أو في مقام أو في سهل أو في جبل وفيمن نزلت أفي مؤمن أو منافق وما عنى بها أخاص أم عامة ولئن فقدتموني لا يحدثكم أحد حديثي، فقام إليه ابن الكواء فلما بصر به قال متعنتا لا تسأل تعلما هات سل فإذا سئلت فاعقل ما تسأل عنه، فقال يا أمير المؤمنين اخبرني عن قول الله جل وعز {الذين امنوا وعملوا الصالحات هم خير البرية} فسكت أمير المؤمنين فأعادها عليه ابن الكواء فسكت فأعادها ثلاثا فقال علي ورفع صوته ويحك يا بن الكواء أولئك نحن وأتباعنا يوم القيامة غر المحجلين رواء مرويين يعرفون بسيماهم.
فصل فيما نذكره من كتاب التفسير مجلدة واحدة قالب الربع مختصر كتاب محمد بن العباس بن مروان ولم يذكر من اختصره ونذكر عنه رواية واحدة تفسير اية من سورة الرعد وهي من الوجهة الأولة من القائمة الثانية من الابتداء في سورة الرعد حدثنا أحمد بن محمد بن موسى النوفلي وجعفر ابن محمد الحسيني ومحمد بن أحمد الكاتب ومحمد بن الحسين البزار قالوا حدثنا عيسى بن مهران قال أخبرنا محمد بن بكار الهمداني عن يوسف السراج قال حدثني أبو هبيرة العماري من ولد عمار بن ياسر عن جعفر بن محمد عن ابائه عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب قال لما نزلت على رسول الله {طوبى لهم وحسن مآب} قام المقداد بن الأسود الكندي إلى رسول الله فقال يا رسول الله وما طوبى قال شجرة في الجنة لو سار الراكب الجواد لسار في في ظلها مائه عام قبل ان يقطعها ورقها برود خضر وزهرها رياض صفر وافناؤها سندس وإستبرق وثمرها حلل خضر وصمغها زنجبيل وعسل وبطحاؤها ياقوت احمر وزمرد أخضر وترابها مسك وعنبر وحشيشها زعفران ينيع والأرجوان يتأجج من غير وقود ويتفجر من أصلها السلسبيل والرحيق والمعين وظلها مجلس من مجالس شيعة علي بن أبي طالب تجمعهم فبينما هم يوما في ظلها يتحدثون إذ جائتهم الملائكة يقودون نجبا قد جبلت