انه يعلم من يؤمن به ومن لا يؤمن به ونحن معه ولا يعرفنا فأنزل الله هذه الآية وقال الكلبي قالت قريش تزعم يا محمد ان من خالفك فهو في النار والله عليه غضبان وان من اتبعك على دينك فهو من أهل الجنة والله عنه راض فأخبرنا بمن يؤمن وبمن لا يؤمن فأنزل الله تعالى هذه الآية.
يقول علي بن موسى بن طاووس: اعلم أن قول المنافقين انهم معه ولا يعرفهم جهل وانه يمكن إن كان يعلمهم ويستر ذلك عنهم وإنما اعتقدوا ان ستر النبي عليهم وحلمه عنهم يدل على أن لا يعلمهم ولو قالوا حقا لعرفوا انه يتعذر ان يكون أحد الا وهو يستر بعض ما يعلم من الناس عنهم فهلا كان للنبي (ص) أسوة بساير الناس واما الذي ذكره النبي انه عرضت عليه أمته فلعله يريد ان الله عرضهم عليه والله تعالى قادر على ذلك عند من عرفه ولكن المنافقين جاهلين بالله وبرسوله وعسى ان يسبق إلى خاطر أحد قول الله ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم فيظن ان هذه الآية متعارضة للحديث واعلم انها ليست معارضة لاحتمال أن يكون عرض مته عليه بعد نزول هذه الآية وأيضا فان الحديث يضمن انه عرف من يؤمن به ومن لا يؤمن به واحتمل أن يكون عرف ذلك من الكافرين والمؤمنين هم الذين يظهرون الايمان لأن المنافقين شملهم لفظ ظاهر الايمان باظهار ذلك وأيضا فلعله يحتمل ان يكون عرف انهم المنافقون ولم يكن اطلعه الله تعالى على ساير أحوالهم التي هي غير النفاق حتى يكون عالما بهم لعلم الله بهم ولا كان عالما انه تعالى يعذبهم مرتين ولا انهم مردوا على النفاق فان هذه أمور زائدة على العلم بكفرهم أو ايمانهم.
فصل فيما نذكره من مجلدة صغيرة القالب عليها مكتوب برسالة في مدح الأقل وذم الأكثر عن زيد بن علي بن الحسين (ع) نذكر فيها عن الوجهة الثانية من القائمة الثالثة ما معناه ان زيدا دخل الشام فسمع به علمائها فحضروا لمشاهدته ومناظرته وذكروا له أكثر الناس على خلافه وخلاف ما يعتقده في ابائه من استحقاق الإمامة واحتجوا بالكثرة فاحتج من