الله عملكم ورسوله والمؤمنون} روى من اثنى عشر طريقا ان الأعمال تعرض على رسول الله (ص) بعد وفاته وفي عدة روايات منها ان المؤمنين المذكورين في الآية الذين تعرض الأعمال عليهم هم الأئمة من آل محمد (ص) ونحن نذكر من طرقه طريقا واحدا بلفظها أخبرنا عبد الله بن العلاء الأرجاني عن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري، ان عمار بن ياسر قال لرسول الله (ص) وددت انك عمرت فينا عمر نوح، فقال رسول الله يا عمار حياتي خير لكم ووفاتي ليس بشر لكم، اما في حياتي فتحدثون واستغفر الله لكم، واما بعد وفاتي فاتقوا الله وأحسنوا الصلاة علي وعلى أهل بيتي وانكم تعرضون على بأسمائكم وقبائلكم فان يكن خيرا حمدت الله وان يكن {سوى} سوء ذلك استغفرت الله لذنوبكم، فقال المنافقون والشكاك والذين في قلوبهم مرض يزعم أن الأعمال تعرض عليه بعد وفاته بأسماء الرجال وأسماء ابائهم وأنسابهم إلى قبائلهم ان هذا لهو الإفك فأنزل الله عز وجل {وقل اعملوا فسير الله عملكم ورسوله والمؤمنون} فقيل له ومن المؤمنون قال عامة وخاصة اما الذي قال الله عز وجل والمؤمنون منهم فهم آل محمد الأئمة قال {وستردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون} من طاعة الله وتفريضه {ومعصيته}.
يقول علي بن موسى بن طاووس: ان استبعاد المنافقين لعرض الأعمال عليه (ص) في غير موضع الاعتراض لأنهم يرون الأرواح تفارق الأجساد على العيان والأجساد باقية كما كانت ما تغير منها شئ في ظاهر الوجدان فهلا جوزوا عرض الأعمال على الأرواح كما يرون ان النائم كالميت وهو مع هذه الحالة يرى في منامه الأمور العظيمة التي يحتاج إلى زمان طويل في أوقات قليلة ولقد كان لهم في ظهور صدقه (ع) على تطاول الأزمان ما يقتضى التجويز وإلا تقدموا على الطعن بما يجوز فيما يجوز في الامكان واعلم أن كل من صدق بان الأعمال تعرض عليه يلزمه من الأدب معه (ع) بعد وفاته كما يلزمه الأدب لو كان بين يديه وكما يلزمه