واحتجوا عليه بقوله (ص) انى مخلف فيكم الثقلين كتاب الله حبل ممدود وعترتي أهل بيتي وانهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض وقال آخرون بل هي منسوخة بقوله تعالى قل لا أسئلكم عليه من اجر فهو لكم الآية.
يقول علي بن موسى بن طاووس: ليس في الآية الثانية ما يقتضى مخالفة الأولى حتى يقال إنها أنسختها وذاك ان المودة في القربى فوايدها وثوابها وثمرتها للذين توادوا بهم فقال الله تعالى للنبي (ص) ما معناه ان الاجر الذي طلبته عن رسالتي وهدايتي من مودة أهل بيتي فهو لكم وفوائده راجعة إليكم وهذا واضح.
أقول: إن في هذه الآية القربى إشارة ظاهرة إلى امامة أئمة أهل بيت النبوة لأنه إذا كان اجر جميع الرسالة وما حصل بها من سعادة الدنيا والآخرة مودة أهل بيته قائمين مقامه في الخلافة فتكون المودة لهم والمعونة على قيامهم كالاجر لجميع ما اتى (ص) به من سعادة ومقاله وفعاله.
فصل فيما نذكره من الجزء الأول من مقدمات علم القرآن تصنيف محمد ابن بحر الرهني ذكر في أول كراس منه ما وجده من اختلاف القراءة وما معناه ان كل واحد منهم قبل ان يتحدد القارئ الذي بعده كانوا الا يجيزون إلا قرائته ثم لما جاء القارئ الثاني انتقلوا من ذلك المنع إلى جواز قراءات الثاني وكذلك في قراءاته السبعة فاشتمل كل واحد منهم على انكار قرائته ثم عادوا إلى خلاف ما أنكروه ثم اقتصروا على هؤلاء السبعة مع أنه قد حصل في علماء المسلمين والقائلين بالقرآن أرجح منهم ومع من أن زمان الصحابة ما كان هؤلاء السبعة ولا عددا معلوما للصحابة من الناس يأخذون القرآن عنهم ثم ذكر محمد بن بحر الرهبي انه وقف على كتاب سهل بن محمد السنجري وقد حمل الهجاء جميع أهل الكوفة والذي رد عليهم وعتب دينهم قال الرهبي وسمعت أبا حاتم يطري نحو أهل البصرة ويهجو نحو أهل الكوفة قال الرهني ما هذا لفظه قلت ولم يدع أبو حاتم مع ما قاله وهجائه الكوفة وأهلها ذكر تأليف علي بن أبي طالب القرآن وان النبي (ص)