يسيره فأوحى الله إليه وهو يسير بين السماء والأرض انى قد زدت في ملكك ولا يتكلم أحد بشئ الا ألفته الريح في سمعك فيحكى انه من الحسرات فقال لقد أوتي ابن داود ملكا عظيما فالقته الريح في اذنه فنزل ومشى إلى الحسرات، فقال إنما مشيت إليك لئلا تتمنى مالا تقدر عليه، ثم قال لتسبيحة واحدة يقبلها الله خير مما أوتي آل داود.
أقول: وفي الحديث من غير الكشاف لان ثواب التسبيحة يبقى وملك سليمان يفنى.
فصل فيما نذكره من الجزء السابع من كتاب الكشاف للزمخشري من الكراس السادس من الوجهة الثانية من صورة الأحزاب بلفظه {وجنودا لم تروها} وهم الملائكة وكانوا ألفا بعث الله عليهم صبا بارده في ليلة شاتية فأمطرتهم ونسفت التراب في وجوههم وامر الملائكة فقلعت الأوتاد وأطفأت النيران وأكفأت القدور وماجت الخيل بعضها في بعض وقذف في قلوبهم الرعب وكبرت الملائكة في جوانب عسكرهم، فقال طليحة ابن خويلد الأسدي اما محمد فقد بدأكم بالسحر فالنجاء النجاء الهرب فانهزموا من غير قتال وحين سمع رسول الله باقبالهم ضرب الخندق على المدينة أشار بذلك سلمان الفارسي ثم خرج في ثلاثة الأف من المسلمين فضرب معسكره، والخندق بينه وبين القوم والذراري والنساء قد دخلوا في الأطام واشتد الخوف وظن المسلمون كل ظن ونجم النفاق من المنافقين حتى قال معتب بن قيس كان محمد يعدنا بالكنوز كنوز كسرى وقيصر لا يقدر ان يذهب إلى الغائط وكانت قريش قد أقبلت في عشرة آلاف من الأحابيش وبني كنانه وأهل تهامة وقائدهم أبو سفيان وخرج غطفان في الف ومن تابعهم من أهل نجد وقائدهم عنينة بن حصين وعامر بن الطفيل في هوازن وضامتهم اليهود من قريضة والنضير ومضى على الفريقين قريب من شهر لا حرب بينهم الا الترامي بالنبل والحجارة حتى انزل الله النصر.
يقول علي بن موسى بن طاووس: قد تعجبت من هذا الشيخ كيف