فصل فيما نذكره من الجزء العشرين من تفسير الجبائي وهو الثاني من المجلد العاشر من الكراس الثالث بعضه من الوجهة الثانية من القائمة الأولى منها وبعضه من الوجهة الأولة من القائمة الثانية منها بلفظ نذكره منه من تفسير قوله تعالى ويسقون فيها كأسا كان مزاجها زنجبيلا مع طيبه ولذاذته وأراد من طعم الزنجبيل لذعة اللسان فلما كان في ذلك الشراب ما يلذع اللسان على سبيل اثر زنجبيل وصفه بأنه زنجبيل.
يقول علي بن موسى بن طاووس: من أين عرف الجبائي ان الله سمى ذلك الشراب بالزنجبيل من طريق انه يلذع اللسان وكيف أقدم على تخصيص المشابهة من هذا الوجه دون ساير أوصاف الزنجبيل وكيف تعثر الجبائي حتى جوز ان شراب دار الثواب يلذع اللسان نعوذ بالله من الخذلان وهلا جوز الجبائي ان يكون اسم الزنجبيل يقع على أجناس من الشراب فالذي في الدنيا صفته بأنه يلذع اللسان والذي من عين يسمى سلسبيلا ما يعلم وصف لذته الا الله ومن يسقيه لان الله تعالى قد ذكر هذا الشراب في معرض المنة على من يشربه وعلى تعظيم قدرهم وقدره فكيف يكون مما يلذع اللسان وكيف يكون على وصف زنجبيل الدنيا لولا الغفلة عن معاني تأويل القرآن أقول واما ما نذكره من القائمة الثانية فهو من تفسير قول الله تعالى وحلوا أساور من فضة فقال الجبائي ما هذا لفظه وقد طعن بعض الملحدين في هذا فقال وأي حسن يكون الرجال عليهم أساور الفضة وأي قدر للفضة حتى جعلوا ذلك مما يرغب فيه الناس لان ينالوه في الجنة فقيل له ان هذه الأساور هي للنساء لا للرجال وليس التزيين يجب أن يكون بماله قيمة في الدنيا لان المراد بذلك إنما هو حسنه في الجنة لا قيمة له لأنه ليس ثم بيع ولا شراء ولا ثمن هناك للأشياء ولا قيمة فيقال للجبائي ما أجبت الملحدين عن سؤال الضلال لان الآية تضمنت حلية للرجال فقال تعالى وحلو أساور من فضة والآيات قبلها وبعدها ما فيها ذكر النساء ولو كانت الحلية هيهنا للنساء لقال وحلين بلفظ المؤنث أفهكذا يكون جواب العلماء ولو قيل