أدبر فأدبر فقال بك أثيب وبك أعاقب وبك أمر وبك انهى ورووا ان الأرواح خلقت قبل الأجساد فعلى هذا يمكن ان يضم القادر لذاته إلى صورة الذر عقولهم وأرواحهم فيصح التخاطب لهم وهذا واضح.
فصل فيما نذكره من الوجهة الثانية من القائمة الأولة من الجزء الحادي والعشرين من تفسير البلخي بلفظه قل ما يعبؤ بكم ربى لولا دعائكم فقد كذبتم فسوف يكون لزاما ثم روى عن يحيى بن زكريا عن ابن جريح عن مجاهد في قوله دعائكم قال لتعبدوه وتطيعوه ثم قال البلخي وهذا هو التأويل يقول لولا يجب في الحكمة من دعائكم إلى الحق والطاعة ما كنتم ممن يذكر.
يقول علي بن موسى بن طاووس وجدت في بعض الروايات ان المراد لولا دعائكم من الدعاء ولعمري ان الدعاء لا يصح الا بعد المعرفة بالله تعالى الذي يدعى ويطلب منه الحوائج وإن كان يحتمل أن يكون معناه على الرواية لولا أنه يراد منكم تضرعكم ودعائكم ما أبقينا عليكم كما قال جل ذكره فلو لا إذ جائهم بأسنا تضرعوا ولكن قست قلوبهم فلعله تعالى أراد ان ينبئهم بما صنعه غيرهم من بذل التضرع فهلكوا لعلهم يتضرعون ويدعون كما فعل قوم إدريس وقوم يونس فيسلمون ويكون ذلك شاملا الدعاء الذي يشتمل على المعرفة بالله.
فصل فيما نذكره من الوجهة الثانية من أول قائمة من الكراس الأول من الجزء الثاني والعشرين من تفسير البلخي في تفسير قوله فامن له لوط وقال إني مهاجر إلى ربى انه هو العزيز الحكيم فقال البلخي ما هذا لفظه وقال إني مهاجر، كل من خرج من داره أو قطع سبيلا فقد هاجر قال الضحاك هو إبراهيم وكان أول من هاجر في الله يزيد عن أبي يونس عن قتادة قال هاجر إبراهيم ولوط من كوثى وهي من سواد الكوفة إلى الشام.
يقول علي بن موسى بن طاووس: كان ينبغي ان يذكر معنى المهاجرة إلى الله تعالى لان الله حاضر في المواقع الذي هاجر منه إلى الموضع الذي