رفعهم ونصبهم وخفضه وكنانة يقولون اللذون.
يقول علي بن موسى بن طاوس الا تعجب من قوم يتركون مثل علي بن أبي طالب أفصح العرب بعد صاحب النبوة وأعلمهم بالقران والسنة ويسئلون عائشة اما يفهم أهل البصائر ان هذا لمجرد الحسد أو لعرض يبعد من صواب الموارد والمصادر ثم كيف يرى مثل هذا ولا ينكر ولا يترك ولا يطعن بهذا القول على من جمع المصحف وعلى كاتبه وعلى من حضر الصحابة وعلى من بلغه ذلك من الصدر الأول.
أقول: واما الذي يقال عنه من أصحاب النبي ان في القرآن لحنا فقد ذكر ابن قتيبة عن عثمان بن عفان واما قول من قال إنه لحن ولكنه نمضي عليه فلعله يعتقد ان جامع القران من يجوز الطعن على جمعه ولو ظفر اليهود والزنادقة بمسلم يعتقد في القران لحنا جعلوه حجة على فسادهم واما تأويل الفراء وما حكاه من استعمال بعض العرب فلو كان القران قد استعمل في مواضع القران على مقتضى هذه اللغة كان ما يخفى ذلك على الصدر الأول وكانوا ذكروه وكشفوه.
أقول: فكان يمكن ان يقال ان الله تعالى حكى هذا القول عن غيره فلعل الذي حكى عنه قال إن هذان لساحران فأراد الله ان يحكى لفظ قائله على وجهه كما جرت عادة كثير من كتب الله جل جلاه يحكى فيها قول كل قائل على وجهه من غلطهم وغيره كما يحكى الله تعالى كلمات الكفر عن أهلها بلفظها فإنه لم يمنع من هذا مانع على اليقين فهو أقرب من قول كثير من المفسرين.
فصل فيما نذكره من الجزء الحادي عشر من هذا المجلد تصنيف الفراء من خامس قائمة منه من الوجهة الأولة من رابع سطر بلفظه قوله تعالى أولئك يسارعون في الخيرات يبادرون بالاعمال وهم لها سابقون يقول إليها سابقون اي سبقت لهم السعادة.
أقول: إذ احتمل اللفظ الحقيقة فما الذي يحمل على تفسيره بالمجاز فان