فمات قبل ان يدعو رسول الله ولم يدركه وفشى امر رسول الله فبينما رسول الله (ص) قائما يصلى إذ طلع عليه علي بن أبي طالب (ع) وذلك بعد اسلام خديجة بثلاثة أيام فقال ما هذا يا محمد فقال (ص) هذا دين الله عز وجل فهل لك فقال فيه إن هذا دين مخالف دين أبي وانا انظر فيه فقال له رسول الله انظر واكتم علي فكتم عليه يومه ثم اتاه فآمن به وصدقه وفشى الخبر بمكة ان محمدا قد جن فنزل {ن والقلم وما يسطرون} إلى خمس آيات وهي الثانية مما نزل فلم يزل رسول الله يصلى ركعتين حتى كان قبل خروجه من مكة إلى المدينة بسنة ثم فرضت عليه الصلاة أربعا فصلى في السفر ركعتين وصلاة المقيم أربعا.
فصل فيما نذكره من الجزء الأول من مختصر تفسير الثعلبي من الوجهة الأولة من القائمة الثانية من سابع كراس في تفسير قوله تعالى {ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله والله رؤوف بالعباد} فقال ما هذا لفظه ان رسول الله لما أراد الهجرة خلف عليا (ع) بمكة لقضاء ديونه التي كانت عليه وأمره ليلة خروجه إلى الغار وقد أحاط المشركون بالدار ان ينام على فراش رسول الله وقال له اتشح ببردى الحضرمي فنم على فراشي فإنه لا يأتي إليك منهم مكروه إن شاء الله تعالى ففعل ذلك فأوحى الله تعالى إلى جبرئيل وميكائيل انى آخيت بينكما وجعلت عمر أحدكما أطول من عمر الاخر فأيكما يؤثر صاحبه الحياة فاختارا كلاهما الحياة فأوحى الله عز وجل إليهما أفلا كنتم مثل علي بن أبي طالب (ع) أخيت بينه وبين محمد فبات على فراشه يفديه بنفسه ويؤثره بالحياة اهبطا إلى الأرض فاحفظاه من عدوه فنزلا وكان جبرئيل عند رأسه وميكائيل عند رجله وجبرئيل ينادى بخ بخ من مثلك يا بن أبي طالب باهى الله عز وجل بك الملائكة فأنزل الله تعالى على رسوله وهو متوجه إلى المدينة في شأن علي ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله الآية.
أقول: قوله في الحديث فإنه لا يصل إليك منهم مكروه زيادة وليست