في علم علي الا كقطرة في سبعة أبحر.
فصل وروى النقاش أيضا حديث تفسير لفظ الحمد فقال بعد اسناده عن ابن عباس قال قال لي علي (ع) يا أبا عباس إذا صليت عشاء الآخرة فألحقني إلى الجبان قال فصليت ولحقته وكانت ليلة مقمرة قال فقال لي ما تفسير الألف من الحمد والحمد جميعا قال فما علمت حرفا فيها أجيبه قال فتكلم في تفسيرها ساعة تامة ثم قال لي فما تفسير اللام من الحمد قال فقلت لا اعلم قال فتكلم في تفسيرها ساعة تامة ثم قال فما تفسير الميم من الحمد قال فقلت لا اعلم قال فتكلم في تفسيرها ساعة ثم قال فما تفسير الدال من الحمد قال قلت لا أدرى فتكلم فيها إلى أن برق عمود الفجر قال فقال لي قم يا أبا عباس إلى منزلك تتأهب لفرضك فقمت وقد وعيت كلما قال (ع) قال ثم تفكرت فإذا علمي بالقرآن في علم علي (ع) كالقرارة في المنفجر قال القرارة الغدير والمنفجر البحر.
أقول: انا فهل رأيت أعجب من قومهم فيهم من القرابة والصحابة مولانا علي (ع) الذي كان في أول الاسلام والى حين دفن محمد (ص) يستغيث على المنابر ويسمع الحاضر ويبلغ الغابر بمثل هذه المقالة التي ذكرناها عن ابن عبد البر وغيره فلا يلازمونه ولا يسألونه ولا يقصده أهل البر والبحر ولا يأخذون عنه العلوم في القرآن وفيما سواه ويتركونه حتى يموت ويتركون ذريته العارفين بأسراره في الحياة وعند الوفاة الذين هم أعيان الثقل الذين شهد بهم الصادقون من أهل العقل والنقل إن النبي (ص) قال إني مخلف فيكم الثقلين ما ان تمسكتم به لن تضلوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي فإنهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض فلا يسألون عن معالمهم ولا يرجعون إلى مراسهم ولا يجتمع الوفود لموسمهم ويقع التشبث بأذيال قتادة ومجاهد وعطاء وما يدرون ما ذكروه ولا ما حصله خواص القرابة والصحابة وأعيان أهل الإجابة والإنابة الذين جاهدوا على الدين وكانوا أصل ما وصل إلينا من أسرار رب العالمين ونحن نذكر ما حكاه