فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: لأن آدم لما أكل من الشجرة تحول ذلك في عروقه وشعره وبشره وإذا جامع الرجل المرأة خرجت النطفة من كل عرق وشعر فأوجب الله الغسل على ذرية آدم إلى يوم القيامة، والبول والغائط لا يخرج إلا من فضل ما يأكل ويشرب الإنسان كفى به الوضوء.
فقال اليهودي: ما جزاء من اغتسل من الحلال؟
قال: بنى الله له بكل قطرة من ذلك الماء قصرا " في الجنة وهو شئ بين الله وبين عباده من الجنابة.
فقال اليهودي: يا محمد، فأخبرني عن السادس عن ثمانية أشياء في التوراة مكتوبة أمر الله بني إسرائيل أن يعبدونه بعد موسى.
فقال النبي صلى الله عليه وآله: أنشدك الله إن أخبرتك أن تقربه؟
فقال اليهودي: بلى يا محمد.
فقال النبي صلى الله عليه وآله: إن أول ما في التوراة مكتوب: محمد رسول الله وهي مما أساطه ثم صار قائما "، (1) ثم تلا هذه الآية " يجدونه مكتوبا " عندهم في التورية والإنجيل (2) " " ومبشرا " برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد (3) " وأما الثاني والثالث والرابع فعلي و فاطمة وسبطيهما وهي سيدة نساء العالمين، في التوراة " إيليا وشبرا " وشبيرا " وهليون " يعني فاطمة والحسن والحسين عليهم السلام.
قال: صدقت يا محمد، فأخبرني عن فضلك على النبيين وفضل عشيرتك على الناس؟
فقال النبي صلى الله عليه وآله: أما فضلي على النبيين فما من نبي إلا دعا على قومه وأنا اخترت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة، وأما فضل عشيرتي وأهل بيتي وذريتي كفضل الماء على كل شئ، بالماء يبقى كل ويحيى كما قال ربي تبارك وتعالى: " وجعلنا من الماء كل شئ حي أفلا يؤمنون (4) " ومحبة أهل بيتي وعشيرتي وذريتي يستكمل الدين.