فانظر إلى ما في البحار من ضروب السمك ودواب الماء والأصداف والأصناف التي لا تحصى، ولا تعرف منافعها إلا الشئ بعد الشئ يدركه الناس بأسباب تحدث، مثل القرمز (1) فإنه لما عرف الناس صبغه، بأن كلبة تجول على شاطئ البحر فوجدت شيئا من الصنف الذي يسمى الحلزون (2)، فأكلته فاختضب خطمها (3) بدمه فنظر الناس إلى حسنه فاتخذوه صبغا (4)، وأشباه هذا مما يقف الناس عليه حالا بعد حال وزمانا بعد زمان. (5).
قال المفضل: وحان وقت الزوال، فقام مولاي عليه السلام إلى الصلاة وقال: بكر إلي غدا إن شاء الله تعالى.. فانصرفت وقد تضاعفت سروري بما عرفنيه، مبتهجا بما منحنيه، حامدا لله على ما آتانيه، فبت ليلتي مسرورا مبتهجا.