طولا وعرضا كتداخل أجزاء اللحم، وفيه مع ذلك متانة ليصلح لما يتخذ منه من الآلات فإنه لو كان مستحصفا (1) كالحجارة لم يمكن أن يستعمل في السقوف وغير ذلك مما يستعمل فيه الخشبة كالأبواب والأسرة والتوابيت وما أشبه ذلك... ومن جسيم المصالح في الخشب أنه يطفو على الماء، فكل الناس يعرف هذا منه، وليس كلهم يعرف جلالة الأمر فيه، فلولا هذه الخلة كيف كانت هذه السفن والأظراف (2) تحمل أمثال الجبال من الحمولة، وأنى كان ينال الناس هذا الرفق وخفة المؤنة في حمل التجارات من بلد إلى بلد، وكانت تعظم المؤنة عليهم في حملها حتى يلقي كثير مما يحتاج إليه في بعض البلدان مفقودا أصلا أو عسر وجوده.
(العقاقير واختصاص كل منها) فكر في هذه العقاقير وما خص بها كل واحد منها من العمل في بعض الأدواء، فهذا يغور في المفاصل فيستخرج الفضول الغليظة مثل الشيطرج (3) وهذا ينزف المرة السوداء (4) مثل الافتيمون وهذا ينفى الرياح مثل السكبينج (6) وهذا يحلل الأورام، وأشباه هذا من أفعالها فمن جعل هذه القوى