والفضول إلى مفائض (1) قد أعدت لذلك فما كان منه من جنس المرة (2) الصفراء جرى إلى المرارة (3) وما كان من جنس السوداء جرى إلى الطحال، وما كان من البلة والرطوبة جرى إلى المثانة (4).
فتأمل حكمة التدبير في تركيب البدن، ووضع هذه الأعضاء منه مواضعها، وإعداد هذه الأوعية فيه، لتحمل تلك الفضول، لئلا تنتشر في البدن فتسقمه وتنهكه، فتبارك من أحسن التقدير، وأحكم التدبير، وله الحمد كما هو أهله ومستحقه.
(أول نشوء الأبدان: تصوير الجنين في الرحم) قال المفضل فقلت: صف نشوء الأبدان ونموها حالا بعد حال حتى تبلغ التمام والكمال، قال عليه السلام: أول ذلك تصوير الجنين في الرحم حيث لا تراه عين ولا تناله يد، ويدبره حتى يخرج سويا مستوفيا جميع ما فيه قوامه وصلاحه من الأحشاء والجوارح والعوامل، إلى ما في تركيب أعضائه من