(الدماغ وأغشيته والجمجمة وفائدتها) ولو رأيت الدماغ إذا كشف عنه لرأيته قد لف بحجب بعضها فوق بعض لتصونه من الأعراض، وتمسكه فلا يضطرب. ولرأيت عليه الجمجمة بمنزلة البيضة، كيما تقيه (1) هد الصدمة، والصكة التي ربما وقعت في الرأس ثم قد جللت الجمجمة بالشعر، حتى صارت بمنزلة الفرو للرأس يستره من شدة الحر والبرد، فمن حصن الدماغ هذا التحصين، إلا الذي خلقه وجعله ينبوع الحس، والمستحق للحيطة والصيانة، بعلو منزلته من البدن وارتفاع درجته، وخطير مرتبته.
(الجفن وأشفاره) تأمل يا مفضل: الجفن على العين كيف جعل كالغشاء والأشفار (2) كالأشراح (3) وأولجها (4) في هذا الغار، وأظلها بالحجاب. وما عليه من الشعر.
(الفؤاد ومدرعته) يا مفضل من غيب الفؤاد جوف الصدر، وكساه المدرعة (5) التي