السماوات مورا وفزع من فيها وبقى ملائكتها على ارجاءها ثم وصل الامر إلى الأرض والخلق رفات لا يشعرون فارج أرضهم وارجفها وزلزلها وقلع جبالها ونسفها وسيرها و ركب بعضها بعضا من هيبته وجلاله واخرج من فيها فجددهم بعد بلاءهم وجمعهم بعد تفريقهم يريدان يحصيهم ويميزهم فريقا في ثوابه وفريقا في عقابه فخلدا الامر لأبده دائما خيره وشره ثم لم ينس الطاعة من المطيعين ولا المعصية من العاصين فأراد عز وجل ان يجازى هؤلاء وينتقم من هؤلاء فأثاب أهل الطاعة بجواره وحلول داره وعيش رغد وخلود أبد ومجاورة الرب وموافقة محمد صلى الله عليه (وآله) وسلم حيث لاظعن ولا تغير وحيث لا تصيبهم الأحزان ولا تعتر منهم الاخطار و لا تشخصهم الابصار واما أهل المعصية فخلدهم في النار وأوثق منهم الاقدام وغلت منهم الأيدي إلى الأعناق في لهب قد اشتد
(٩٠)