الموت فاغبرت لها وجوههم وتغيرت بها ألوانهم وعرقت بها جباههم وشخصت أبصارهم وبردت أطرافهم وحيل بينهم و بين المنطق وان أحدهم لبين أهله ينظر ببصره ويسمع باذنه ثم زاد الموت في جسده حتى خالط بصره فذهبت من الدنيا معرفته وهلكت عند ذلك حجته وعاين هول أمر كان مغطى عليه فاحد لذلك بصره ثم زاد الموت في جسده حتى بلغت نفسه الحلقوم ثم خرج من جسده فصار جسدا ملقى لا يجيب داعيا ولا يسمع باكيا فنزعوا ثيابه وخاتمه ثم وضأوه وضوء الصلاة ثم غسلوه و كفنوه ادراجا في أكفانه وحنطوه ثم حملوه إلى قبره فدلوه في حفرته وتركوه مخلى بمفظعات من الأمور وتحت مسألة منكر ونكير مع ظلمة وضيق ووحشة قبر فذاك مثواه حتى يبلى جسده ويصير ترابا حتى إذا بلغ الامر إلى مقداره والحق آخر الخلق بأوله وجاءه أمر من خالقه أراد به تجديد خلقه فامر بصوت من سماواته فمارت
(٨٩)