قد سماه أشباه الناس عالما ولم يغن فيه يوما سالما بكر فاستكثر مما قل منه خير مما كثر حتى إذا ارتوى ما آجن واستكثر من غير طائل جلس للناس قاضيا ضامنا لتخليص ما التبس على غيره ان خالف من سبقه لم يأمن من نقض حكمه من يأتي بعده كفعله بمن كان قبله وان نزلت به إحدى المبهمات هيئا لها حشوا من رأيه ثم قطع عليه فهو من لبس الشبهات في مثل نسج العنكبوت لا يدرى أصاب أم أخطأ ولا يرى أن من وراء ما بلغ مذهبا ان قاس شيئا بشئ لا يكذب رأيه وان أظلم عليه أمرا كتم به لما يعلم من نفسه من الجهل والنقص والضرورة كيلا يقال إنه لا يعلم ثم أقدم بغير علم فهو خائض عشوات ركاب شبهات خبأت جهالات لا يعتذر مما لا يعلم فيسلم ولا يعض في العلم بضرس قاطع فيغنم يذرى الروايات ذروا لريح الهشيم يبكى منه المواريث وتصرخ منه الدماء و يستحل بقضائه الفرج الحرام ويحرم به الحلال لا يسلم باصدار ما
(٩٧)