وسمعه والها وفكره متحيرا فكيف يطلب علم ما قبل ذلك من شانك إذا أنت وحدك في الغيوب التي لم يكن فيها غيرك ولم يكن لها سواك لا أحد شهدك حين فطرت الخلق ولا أحد حضرك حين ذرأت النفوس فكيف لا يعظم شانك عند من عرفك وهو يرى من خلقك ما ترتاع به عقولهم ويملا قلوبهم من رعد تفزع له القلوب وبرق يخطف الابصار وملائكة خلقتهم وأسكنتهم سمواتك وليست فيهم فترة ولا عندهم غفلة ولا بهم معصية هو اعلم خلقك بك وأخوفهم لك وأقومهم بطاعتك ليس يغشاهم نوم العيون ولا سهو العقول لم يسكنوا الأصلاب ولم تضمنهم الأرحام أنشأتهم انشاء وأسكنتهم سمواتك وأكرمتهم بجوارك وائتمنتهم على وحيك وجنبتهم الآفات ووقيتهم السيئات وطهرتهم من الذنوب فلولا تقويتك لم يقولوا ولا تثبيتك لم يثبتوا ولولا رهبتك لم يطيعوا ولولاك لم يكونوا إما انهم على مكانتهم منك
(٨٧)