ولما كان كلامه عليه السلام نورا لمن استضاء به فسميت مجموعتي هذه مصباح البلاغة في مشكاة الصياغة وفي ترصيفه وتأليفه لقد حذيت حذوا لرضى رضي الله عنه لا من حيث الترسيل والتقطيع بل من حيث الخطب والأوامر والكتب والرسائل دون الحكم والمواعظ التي جعلها الباب الثالث من الكتاب وابتدءت بما ابتدء وصنعت كما صنع الا انى قد بينت كل ما نقلت مأخذها ومسانيدها إن كانت لها سند وكلما منها قطعت في النهج لو ظفرت بتمامها اكتبها وأشير إلى مدركها وما من الخطب والكلم والكتب والحكم التي ظفرت بها لاكتب تمام ما ظفرت به ولا اقطعها وهذا بحوله وقوته و توفيقه وربما يرى في أثناء هذا الكتاب تكرار في الخطبة أو الكلام أو اللفظ اعتذر كما اعتذر السيد في النهج بقوله والعذر في ذلك ان روايات كلامه (عليه السلام) تختلف اختلافا شديدا فربما اتفق الكلام المختار في رواية فنقل على وجهه ثم وجد بعد ذلك
(٩)