يحترق منه دبره لكثرة ما يجرى من بطنه يا أخا بكر أنت امرء ضعيف الرأي أو ما علمت انا لا نأخذ الصغير بذنب الكبير وان الأموال كانت لهم قبل الفرقة وتزوجوا على رشدة وولدوا على الفطرة و انما لكم ما حوى عسكرهم وما كان في دورهم فهو ميراث لذريتهم فان عدا علينا أحد منهم أخذناه بذنبه وان كف عنا لم نحمل عليه ذنب غيره يا أخا بكر لقد حكمت فيهم بحكم رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم في أهل مكة قسم ما حوى العسكر و لم يعرض لما سوى ذلك وانما اتبعت اثره حذوا لنعل بالنعل يا أخا بكر إما علمت أن دار الحرب يحل ما فيها وان دار الهجرة يحرم ما فيها الا بحق فمهلا مهلا رحمكم الله فان أنتم لم تصدقوني وأكثرتم على وذلك أنه تكلم في هذا غير واحد فأيكم يأخذ امه عايشة بسهمه قالوا لا أينا يا أمير المؤمنين بل أصبت وأخطأنا وعلمت وجهلنا ونحن نستغفر الله وتنادى الناس من كل جانب أصبت يا أمير المؤمنين أصاب الله بك الرشاد والسداد فقام عمار و قال يا أيها الناس انكم والله ان اتبعتموه لم يضل بكم عن منهاج نبيكم قيس شعرة وكيف يكون ذلك وقد استودعه رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم المنايا والوصايا وفضل الخطاب
(١٢)