إما بعد فلا يخفى على أولي اللب والنهى والدراية والجحى في أن أعلى الكلام كلام الملك العلام القرآن الحكيم والكتاب الكريم الذي تحدى الفصحاء من العرب العرباء ان يأتوا بمثله أو بسورة من سوره فاعترفوا بالعجز لفصاحته وبلاغته وقصورهم عن الاتيان بمثله أو سورة من مثله فاقر المنصف الماهر وأصر المتعسف المكابر فلجأ إلى القتال بالسيوف وتجرع مرارات الحتوف وبعده كلام شمس الظلام وبدر التمام أفصح العرب والعجم من أوتي جوامع الكلم المنزل في شانه ما ينطق عن الهوى ان هو الا وحى يوحى صلى الله عليه وآله وسلم ثم بعد ذلك أحسنه واتقنه وأفصحه وأبلغه وأبينه و امتنه كلام من هو في أم الكتاب لدى الله لعلي حكيم المحتوى لأتم الكنايات وأبلغ النهايات وأدل الدلالات ما أطيب وعظه و خطابه وما أحلى كلامه وكتابه فعلى روام العلوم وطلاب الحكم ان يجعلوا أعظم اجتهادهم ويصرفوا جل عناياتهم في ارتيادهم
(٤)