انكم وما أنتم من هذه الدنيا عن سبيل من قد مضى ممن كان أطول منكم أعمارا وأشد منكم بطشا واعمر ديارا وابعد آثارا وأصبحت أصواتهم هامدة خامدة من بعد طول تقلبها وأجسادهم بالية وديارهم خالية وآثارهم عافية الصخور استبدلوا بالقصور المشيدة والسرور والنمارق الممهدة و والأحجار المسندة في القبور الملاطئة الملحدة التي قد بين الخراب فناءها وشيد بالتراب بناءها فحملها مقرب وساكنها مغترب بين أهل عمارة موحشين وأهل محلة متشاغلين لا يستأنسون بالعمران ولا يتواصلون تواصل الجيران على ما بينهم من قرب الجوار ودنوا الدار وكيف يكون بينهم تواصل وقد طحنهم البلى واكلتهم الجنادل والثرى فأصبحوا بعد الحياة أمواتا وبعد غضارة العيش رفاتا فجع بهم الأحباب وسكنوا التراب وظعنوا فليس لهم اياب هيهات هيهات كلا انها كلمة هو قائلها ومن ورائهم
(٤٦)