كان صفوا فلم يبق منها الا سملة كسملة الا داوة وجرعة كجزعة الاناء ولو يتمززها الصديان لم تنفع غلته فازمعوا عباد الله بالرحيل من هذه الدار المقدور على أهلها الزوال الممنوع أهلها من الحياة المذللة أنفسهم بالموت فلاحي يطمع في البقاء ولا نفس الا مذعنة بالمنون فلا يغلبنكم الأمل ولا يطل عليكم الا مد ولا تغتروا فيها بالآمال وتعبدوا الله أيام الحياة فوالله ما حننتم حنين الواله العجلان ودعوتم بمثل دعاء الأنام وجأرتم جؤار متبتلي الرهبان وخرجتم إلى الله من الأموال والأولاد التماس القربة إليه إليه في ارتفاع درجة عنده أو غفران سيئة أحصتها كتبه و حفظتها رسله لكان قليلا فيما أرجو لكم من ثوابه وأتخوف عليكم من اليم عقابه وبالله لو انماثت قلوبكم انمياثا وسالت عيونكم من رغبة إليه ورهبة منه دما ثم عمرتم في الدنيا ما كانت الدنيا باقية ما جزت أعمالكم ولو لم تبقوا شيئا من جهدكم لنعمه العظام عليكم
(٤١)