وقال الحسن بن خالد: قلت للرضا " عليه السلام ": يا بن رسول الله إن الناس ينسبونا إلى القول بالتشبيه والجبر لما روى في الاخبار في ذلك عن آبائك عليهم السلام فقال: يا بن خالد أخبرني عن الاخبار التي رويت عن آبائي عليهم السلام في التشبيه أكثر أم الاخبار التي رويت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك؟ فقلت بل ما روى عن النبي (صلى الله عليه وآله) أكثر فقال فليقولوا: ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان يقول بالتشبيه إذا فقلت له: إنهم يقولون إن رسول الله لم يقل من ذلك شيئا وإنما روى عليه قال: قولوا في آبائي عليهم السلام إنهم لم يقولوا من ذلك شيئا، وإنما روى عليهم.
ثم قال عليه السلام: من قال بالتشبيه والجبر فهو كافر مشرك ونحن منه براء في الدنيا والآخرة، يا بن خالد: إنما وضع الاخبار عنا في التشبيه الغلاة الذين صغروا عظمة الله جل جلاله فمن أحبهم فقد أبغضنا - إلى آخر الخبر.
وقال محمد بن أبي عمير: دخلت على سيدي موسى بن جعفر عليهما السلام فقلت له يا بن رسول الله علمني التوحيد فقال: يا أبا أحمد لا تتجاوز في التوحيد ما ذكره الله تبارك وتعالى في كتابه فتهلك.
واعلم: إن الله تعالى واحد، أحد. صمد لم يلد، فيورث ولم يولد فيشارك ولم يتخذ صاحبة ولا ولدا ولا شريكا وإنه الحي الذي لا يموت والقادر الذي لا يعجز والقاهر الذي لا يغلب والحليم الذي لا يعجل والدائم الذي لا يبيد والباقي الذي لا يفنى والثابت الذي لا يزول والغنى الذي لا يفتقر والعزيز الذي لا يذل والعالم الذي لا يجهل والعدل الذي لا يجور والجواد الذي لا يبخل، وإنه لا تقدره العقول، ولا يقع عليه الأوهام ولا يحيط به الأقطار، ولا يحويه مكان ولا تدركه الابصار وهو يدرك الابصار وهو اللطيف الخبير، وليس كمثله شئ وهو السميع البصير، ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم، ولا خمسة إلا وهو سادسهم، ولا أدنى من ذلك، ولا أكثر إلا هو معهم أينما كانوا، وهو الأول الذي لا شئ قبله، والآخر الذي لا شئ بعده، وهو القديم وما سواه محدث تعالى عن صفات المخلوقين، علوا كبيرا.
وسئل الصادق عليه السلام، هل لله تعالى رضى وسخط؟ فقال نعم، وليس ذلك على ما يوجد من المخلوقين، ولكن غضب الله عقابه ورضاه ثوابه.
وقال أيضا " عليه السلام ": ان الله تعالى لا يوصف بزمان، ولا مكان ولا حركة ولا انتقال