ولا سكون، بل هو خالق الزمان والمكان، والحركة والسكون والانتقال تعالى عما يقول الظالمون علوا كبيرا.
قال أبو عبد الله " عليه السلام ": إياكم والتفكر في الله، فإن التفكر في الله لا يزيد إلا تيها ان الله عز وجل لا تدركه الابصار، ولا يوصف بمقدار.
قال الرضا " عليه السلام ": إلهي بدت قدرتك، ولم تبد واهية فجهلوك وبه قدروك، والتقدير على غير ما به وصفوك، وأنى برئ يا إلهي من الذين بالتشبيه طلبوك ليس كمثلك شئ إلهي وان يدركوك وظاهر ما بهم من نعمك دليلهم عليك لو عرفوك بل سووك بخلقك فمن ثم لم يعرفوك واتخذوا بعض آياتك ربا فبذلك وصفوك تعاليت ربى عما به المشبهون نعتوك.
(وروى) إنه جاء حبر من الأحبار إلى أمير المؤمنين " عليه السلام " فقال يا أمير المؤمنين متى كان ربك؟ فقال ثكلتك أمك ومتى لم يكن حتى يقال متى كان ربى، كان ربى قبل القبل بلا قبل ويكون بعد البعد بلا بعد، ولا غاية ولا منتهى لغايته، انقطعت الغايات عنه فهو منتهى كل غاية.
وقال الرضا " عليه السلام ": من شبه الله بخلقه فهو مشرك، ومن وصفه بالمكان فهو كافر ومن نسب إليه ما نهى عنه فهو كاذب، ثم تلا هذه الآية (إنما يفترى الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله * وأولئك هم الكاذبون).
وروى شريح بن هاني، قال: إن اعرابيا قام يوم الجمل إلى أمير المؤمنين " عليه السلام " فقال يا أمير المؤمنين أتقول إن الله واحد؟ قال فحمل الناس عليه وقالوا: يا أعرابي اما ترى ما فيه أمير المؤمنين من تقسيم القلب؟ فقال أمير المؤمنين " عليه السلام " دعوه فإن الذي يريد الاعرابي هو الذي نريده من القول، ثم قال يا اعرابي إن القول بأن الله واحد على أربعة أقسام: فوجهان منها لا يجوزان على الله تعالى، ووجهان يثبتان فيه. فأما اللذان لا يجوزان عليه فقول القائل واحد يقصد به باب الأعداء، أما ترى إنه كفر من قال ثالث ثلاثة، وقول القائل هو واحد من الناس، يريد به النوع من الجنس فهذا ما لا يجوز لأنه تشبيه جل ربنا تعالى عن ذلك، وأما الوجهان اللذان يثبتان فيه فقول القائل هو واحد ليس له في الأشياء شبه كذلك ربنا، وقول القائل إنه احدى المعنى يعنى به إنه لا ينقسم في وجود ولا عقل ولا وهم كذلك ربنا.