وإياكم والتدابر والتقاطع لا تتركوا الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، فيولى عليكم شراركم، ثم تدعون فلا يستجاب لكم، يا بنى عبد المطلب لا ألفينكم تخوضون دماء المسلمين خوضا تقولون قتل أمير المؤمنين ألا لا يقتلن بي إلا قاتلي، انظروا إذا انا مت من ضربته هذه فاضربوه ضربة بضربة، ولا يمثل بالرجل فانى سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول إياكم والمثلة ولو بالكلب العقور.
قال الشاعر في أمر قطام التي استدعت ابن ملجم إلى قتل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام:
فلم أر مهرا ساقه ذو سماحة * كمهر قطام من فصيح وأعجم ثلاثة آلاف وعبد وقينة * وضرب على بالحسام المصمصم فلا مهر أغلى من علي وان غلى * ولا فتك إلا دون فتك ابن ملجم وروى أنه لما ضربه ابن ملجم قال " عليه السلام ": أطعموه وأسقوه وأحسنوا أساره وان أصح فانا ولي دمى إن شئت اعفوا وإن شئت استقدت منه، وان انا هلكت فبدا لكم ان تقتلوه فلا تمثلوا به.
قال جعفر بن محمد الصادق " عليه السلام ": لما قتل أمير المؤمنين " عليه السلام " قال صعصعة بن صوحان:
ألا من لي بنشرك يا أخيا * ومن لي ان أبثك ما أريا طوتك خطوب دهر قد تولى * كذاك خطوبه نشرا وطيا وكانت في حياتك لي عظات * وأنت اليوم أوعظ منك حيا وقال أبو الأسود الدؤلي في مقتله " عليه السلام " وقيل لأروى بنت أبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب ألا أبلغ معاوية بن حرب * فلا قرت عيون الشامتينا أفي الشهر الحرام فجعتمونا * بخير الناس طرا أجمعينا قتلتم خير من ركب المطايا * وأكرمهم ومن ركب السفينا ومن لبس النعال ومن حذاها * ومن قرأ المثاني والمبينا إذا استقبلت وجه أبى حسين * رأيت البدر راع الناظرينا لقد علمت قريش حيث كانت * بأنك خيرهم حسبا ودينا قال حبيب بن عمرو: دخلت على أمير المؤمنين " عليه السلام " في مرضه الذي قبض فيه فحل عن جراحه فقلت: يا أمير المؤمنين: ما جرحك هذا بشئ وما بك من بأس؟ فقال