أمر به فضرب عنقه واستوهبت أم الهيثم بنت الأسود النخعية جيفته لتتولى احراقها فوهبها لها فأحرقتها بالنار واما الرجلان اللذان كانا مع ابن ملجم في العقد على قتل معاوية وعمرو بن العاص، فان أحدهما ضرب معاوية وهو راكع فوقعت ضربته في أليتيه ونجا منها فاخذ وقتل في وقته، واما الآخر فإنه وافى عمروا في تلك الليلة وقد وجد علة فاستخلف رجلا يصلي بالناس يقال له خارجة بن أبي حبيبة العامري فضربه بالسيف وهو يظن أنه عمرو، واخذ وأتى به عمرو فقتله ومات خارجة في يوم الثاني.
وروى الأصبغ بن نباتة، قال: خطبنا أمير المؤمنين " عليه السلام " في الشهر الذي قتل فيه فقال: آتيكم شهر رمضان، وهو سيد الشهور وأول السنة، وفيه يدور رحا السلطان إلا وانكم الحاج العام صفا واحدا، وآية ذلك انى لست فيكم فهو ينعى بنفسه الينا ونحن لا ندري.
وروى أنه لما دخل شهر رمضان كان أمير المؤمنين " عليه السلام " يتعشى ليلة عند الحسن وليلة عند عبد الله بن العباس فكان لا يزيد على ثلاث لقم فقيل له في ليلة من الليالي ما لك لا تأكل؟ فقال: يأتيني أمر ربى، وانا خميص إنما هي ليلة أو ليلتان فأصيب " عليه السلام " في آخر الليل.
وروى أن عليا " عليه السلام " يقول لابنته أم كلثوم: يا بنية انني أراني قل ما أصحبكم قالت فكيف ذلك يا أبتاه؟ قال: انى رأيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) في منامي، وهو يمسح الغبار عن وجهي ويقول: يا علي لا عليك قضيت ما عليك، قالت: فما مكثنا إلا ثلاثا حتى ضرب تلك الليلة فصاحت أم كلثوم، فقال: يا بنية لا تفعلين فأنى رأيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يشير إلى بكفه، ويقول: يا علي الينا فان ما عندنا هو خير لك.
وروى أن أمير المؤمنين " عليه السلام " سهر في الليلة التي قتل في صبيحتها، ولم يخرج لصلاة الليل على عادته، فقالت له ابنته أم كلثوم: ما هذا الذي أسهرك؟ فقال: انى مقتول لو قد أصبحت وأتاه ابن النباح فاذنه بالصلاة فمشى غير بعيد ثم رجع فقالت له أم كلثوم مر جعدة فليصل قال: نعم مروا جعدة ليصلي ثم قال: لا مفر من الاجل فخرج إلى المسجد فإذا هو بالرجل قد سهر ليله كلها يرصده، فلما برد السحر نام فحركه أمير المؤمنين " عليه السلام " برجله، وقال له: الصلاة فقام إليه فضربه.
وروى في حديث آخر ان أمير المؤمنين " عليه السلام " سهر في تلك الليلة، وأكثر الخروج