جارية فزوجها من مملوك له وغاب المملوك، فولد له من أهله مولود وولد للمملوك مولود من أم ولد له فسقط البيت على الجاريتين ومات المولى، من الوارث؟ فقال جعلت فداك: لا والله ما عندي فيها شئ، فقال أبو حنيفة: أصلحك الله ان عندنا قوما بالكوفة يزعمون انك تأمرهم بالبراءة من فلان وفلان وفلان فقال:
ويلك يا أبا حنيفة لم يكن هذا، معاذ الله فقال أصلحك الله: انهم يعظمون الامر فيهما، قال: فما تأمرني؟ قال: تكتب إليهم، قال: بماذا؟ قال:
تسألهم الكف عنهما، قال: لا يطيعوني، قال: بلى أصلحك الله إذا كنت أنت الكاتب وانا الرسول أطاعوني، قال يا أبا حنيفة أبيت إلا جهلا كم بيني وبين الكوفة من الفراسخ؟ قال أصلحك الله مالا يحصى فقال كم بيني وبينك؟
قال لا شئ قال أنت دخلت علي في منزلي فاستأذنت في الجلوس ثلاث مرات فلم آذن لك، فجلست بغير إذني خلافا علي كيف يطيعوني أولئك وهم هناك وأنا هاهنا؟ قال فقبل رأسه وخرج وهو يقول: أعلم الناس ولم نره عند عالم، فقال أبو بكر الحضرمي جعلت فداك الجواب في المسألتين فقال يا أبا بكر سيروا فيها ليالي وأياما آمنين، فقال: مع قايمنا أهل البيت، وأما قوله ومن دخله كان آمنا. فمن بايعه ودخل معه ومسح على يده ودخل في عقد أصحابه كان آمنا.
6 حدثنا الحسين بن أحمد، عن أبيه، عن محمد بن أحمد، قال: حدثنا أبو عبد الله الرازي، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن سفيان الحريري، عن معاذ بن بشر، عن يحيى العامري، عن ابن أبي ليلى قال: دخلت على أبي عبد الله السلام ومعي النعمان، فقال أبو عبد الله عليه السلام: من الذي معك؟ فقلت جعلت فداك هذا رجل من أهل الكوفة له نظر ونقاد ورأي يقال له النعمان، قال فلعل هذا الذي يقيس الأشياء برأيه، فقلت نعم، قال يا نعمان هل تحسن ان تقيس رأسك؟ فقال: لا، فقال: ما أراك تحسن شيئا ولا فرضك