الاذنين والماء المنتن في المنخرين والعذوبة في الشفتين، قال: لا أدري، قال جعفر عليه السلام لان الله تبارك وتعالى خلق العينين فجعلهما شحمتين وجعل الملوحة فيهما منا منه على ابن آدم، ولولا ذلك لذابتا وجعل الاذنين مرتين ولولا ذلك لهجمت الدواب وأكلت دماغه، وجعل الماء في المنخرين ليصعد منه النفس وينزل، ويجد منه الريح الطيبة من الخبيثة، وجعل العذوبة في الشفتين ليجد ابن آدم لذة مطعمه ومشربه، ثم قال جعفر عليه السلام لأبي حنيفة: أخبرني عن كلمة أولها شرك وآخرها إيمان؟ قال لا أدري، قال هي كلمة: لا إله إلا الله، لو قال لا إله:
كان شرك، ولو قال: إلا الله كان إيمان، ثم قال جعفر " ع ": ويحك أيهما أعظم قتل النفس أو الزنا؟ قال قتل النفس، قال فإن الله عز وجل قد قبل في قتل النفس شاهدين ولم يقبل في الزنا إلا أربعة، ثم قال " ع ": أيهما أعظم الصلاة أم الصوم قال الصلاة، قال فما بال الحايض تقضي الصيام ولا تقضي الصلاة فكيف يقوم لك القياس، فاتق الله ولا تقس.
3 - أبى رحمه الله قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن محمد بن علي عن عيسى بن عبد الله القرشي - رفعه قال: دخل أبو حنيفة على أبى عبد الله عليه السلام فقال له يا أبا حنيفة بلغني انك تقيس، قال: نعم أنا أقيس، فقال ويلك لا تقس، ان أول من قاس إبليس، قال خلقتني من نار وخلقته من طين، قاس ما بين النار والطين ولو قاس نورية آدم بنور النار عرف فضل ما بين النورين وصفاء أحدهما على الآخر، ولكن قس لي رأسك من جسدك إخبرني عن أذنيك مالهما مرتان، وعن عينيك مالهما مالحتان، وعن شفيتك مالهما عذبتان، وعن أنفك ماله بارد. فقال: لا أدري، فقال له أنت لا تحسن ان تقيس رأسك فيكيف تقيس الحلال والحرام؟ فقال يا بن رسول الله أخبرني كيف ذلك؟
فقال إن الله تبارك وتعالى جعل الاذنين مرتين لئلا يدخلهما شئ إلا مات ولولا ذلك لقتلت الدواب ابن آدم، وجعل العينين مالحتين لأنهما شحمتان ولولا