ما وراء ظهوركم من أزواجكم وأموالكم ومأكلكم ومشربكم ويعرفكم بذلك البركة والنماء والثروة وليعلم من يطيعه منكم بالغيب وقال الله تبارك وتعالى (قل لا أسئلكم عليه اجرا إلا المودة في القربى) فاعلموا ان من يبخل فإنما يبخل على نفسه ان الله هو الغني وأنتم الفقراء إليه لا إله إلا هو فاعملوا من بعد ما شئتم فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون والعاقبة للمتقين والحمد لله رب العالمين.
7 - حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رحمه الله عن عمه محمد بن أبي القاسم عن يحيى بن علي الكوفي عن محمد بن سنان عن صباح المدايني عن المفضل بن عمر أن أبا عبد الله " ع " كتب إليه كتابا فيه ان الله تعالى لم يثبت نبيا قط يدعو إلى معرفة الله ليس معها طاعة في أمر ولانهى وإنما يقبل الله من العباد العمل بالفرايض التي فرضها الله على حدودها مع معرفة من دعا إليه ومن أطاع حرم الحرام ظاهره وباطنه وصلى وصام وحج واعتمر وعظم حرمات الله كلها ولم يدع منها شيئا وعمل بالبر كله ومكارم الأخلاق كلها و تجنب سيئها، ومن زعم أنه يحل الحلال ويحرم الحرام بغير معرفة النبي صلى الله عليه وآله لم يحل الله حلالا ولم يحرم له حراما وان من صلى وزكى وحج واعتمر وفعل كله بغير معرفة من افترض الله عليه طاعته فلم يفعل شيئا من ذلك لم يصل ولم يصم ولم يزك ولم يحج ولم يعتمر ولم يغتسل من الجنابة ولم يتطهر ولم يحرم لله وليس له صلاة وان ركع وان سجد ولا له زكاة ولا حج وإنما ذلك كله يكون بمعرفة رجل من الله تعالى على خلقته بطاعته وأمر بالأخذ عنه فمن عرفه واخذ عنه أطاع الله ومن زعم أن ذلك إنما هي المعرفة وانه إذا عرف اكتفى بغير طاعة فقد كذب واشرك وإنما قيل اعرف واعمل ما شئت من الخير فإنه لا يقبل منك ذلك بغير معرفة فإذا عرفت فاعمل لنفسك ما شئت من الطاعة قل أو كثر فإنه مقبول منك.
8 - حدثنا محمد بن علي ماجيلويه عن عمه محمد بن أبي القاسم عن أحمد بن