ذهبا وفضة ونحاسا ومع ذلك فقد ضرب أهل اسبرطة وقدماء الانكليز وأهل يابان نقودا من الحديد، وضرب ديونيسيوس ملك سرقوسا وسبتيموس سقروس ملك غاليا نقودا من قصدير وأهل مصر وصقيلية استعملوا الزجاج مرة كالنقود، ودولة روسيا ضربت نقودا من البلانين.
وأهل برما يستعملون الآن نقودا من رصاص، وأهل بلجيگا نقودا من النگل، واستعمل النكل أيضا مرة في جرمانيا والولايات المتحدة، وأما الذهب والفضة والنحاس فهي المعادن المعول عليها في صك النقود (1) وقال المقريزي: فلما استوثق الامر لعبد الملك بن مروان بعد مقتل عبد الله ومصعب ابني الزبير فحص عن النقود والأوزان والمكائيل، وضرب الدنانير والدراهم في سنة 76 من الهجرة، فجعل وزن الدينار اثنين وعشرين قيراطا، إلا حبة بالشامي، وجعل وزن الدرهم، خمسة عشر قيراطا سواء، والقيراط أربع حبات، وكل دانق قيراطين ونصفا، وكتب إلى الحجاج وهو بالعراق، أن اضربها قبلي (2) فضربها، وقدمت مدينة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وبها بقايا الصحابة رضي الله عنهم أجمعين، فلم ينكروا منها سوى نقشها، فان فيها صورة، وكان سعيد بن المسيب، ره يبيع بها ويشتري، ولا يعيب من أمرها شيئا، وجعل عبد الملك الذهب الذي ضربه دنانير على المثقال الشامي وهي الميالة الوازنة المأة دينارين وكان سبب ضرب عبد الملك الدنانير والدراهم كذلك.
ان خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان، قال له: يا أمير المؤمنين، إن العلماء من أهل الكتاب الأول يذكرون أنهم يجدون في كتبهم أن أطول الخلفاء عمرا، من قدس الله تعالى في درهمه، فعزم على ذلك، ووضع السكة الاسلامية (3) .