العقد المنير - السيد موسى الحسيني المازندراني - الصفحة ٦٣
من كتاب الله عز وجل فقال: أول ما ضربت على عهد عبد الملك بن مروان والناس متوافرون فما أنكر أحد ذلك، وما رأيت أهل العلم أنكروه، ولقد بلغني أن ابن سيرين كان يكره ان يبيع بها ويشتري، ولم أر أحدا منع ذلك هاهنا يعنى رحمه الله تعالى، أهل المدينة النبوية.
وقيل لعمر بن عبد العزيز (هذه الدراهم البيض) فيها كتاب الله تعالى يقبلها اليهودي، والنصراني، والجنب والحائض، فان رأيت أن تأمر بمحوها فقال: أردت ان تحتج علينا الأمم ان غيرنا توحيد ربنا واسم نبينا صلى الله عليه وآله وسلم؟
مات عبد الملك والأمر على ما تقدم، فلم يزل من بعده في خلافة الوليد، ثم سليمان بن عبد الملك، ثم عمر بن عبد العزيز إلى أن استخلف يزيد بن عبد الملك فضرب (الهبيرية) بالعراق عمر بن هبيرة، على عيار ستة دوانيق.
فلما قام هشام بن عبد الملك وكان جموعا للمال أمر خالد بن عبد الله القسري في سنة (106) من الهجرة أن يعيد العيار إلى وزن سبعة وأن يبطل السكك من كل بلدة الا واسطا (1) فضرب الدراهم بواسط فقط، وكبر السكة، فضربت الدراهم على السكة الخالدية حتى عزل خالد في سنة (120) وتولى من بعده يوسف بن عمر الثقفي، فصغر السكة وأجراها على وزن ستة، وضربها بواسط

(1) واسط: بكسر السين من أشهر مدن العراق في عصر العباسيين، بناها الحجاج وكانت الدنانير والدراهم تضرب فيها، وليس المراد هنا بواسط، القرية التي بجوار مكة بوادي نخلة، ولا التي باليمن، وقد ضربت فيها نقود في عهد الفاطميين فقط، ولا واسط خراسان وضربت فيها نقود بنى سامان، ولا القرية التي ببلخ، ولا التي بباب طوس، ولا التي بحلب، ولا غيرها، وهى مدن وقرى، سميت بواسط لكن المذكورة هنا هي (واسط العراق) وهى اليوم خربة يأوى إليها البوم ليلا، والغراب نهارا، وقد ضربت فيها نقود في عهد الأمويين والعباسيين، وبنى بويه، وبنى حمدان.
(٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 ... » »»
الفهرست