بين الخاص والعام، وقصده المنصور الدوانيقي بالقتل مراراً فعصمه اللَّه منه» «1».
قال ابن الصباغ المالكي: «كان جعفر الصادق من بين إخوانه خليفة أبيه ووصيه، والقائم بالإمامة من بعده برز على جماعة بالفضل وكان أنبههم ذكراً وأجلّهم قدراً نقل الناس عنه من العلوم ما سارت به الركبان وانتشر صية وذكره في ساير البلدان ولم ينقل العلماء عن أحد من أهل بيته ما نقل عنه من الحديث» «2».
قال البستاني: «جعفر الصادق وهو ابن محمّد الباقر بن علي زين العابدين ابن الحسين بن علي بن أبي طالب، أحد الأئمة الاثني عشر على مذهب الإمامية، وكان من سادات أهل البيت ولقب بالصادق لصدقه في مقالته وفضله عظيم، وله مقالات في صناع الكيمياء والزجر والفال، وكان تلميذه جابر بن حيان قد ألف كتاباً يشتمل على ألف ورقة تتضمن رسائل جعفر الصادق وهي 500 رسالة واليه ينسب كتاب الجفر وسيذكر.
وكان جعفر أديباً تقياً ديّناً حكيماً في سيرته، قيل: أوصى ولده موسى الكاظم بقوله: يا بني احفظ وصيتي تعش سعيداً، وتمت حميداً، يا بني ان من قنع بما قسم له استغنى، ومن مد عينيه الى ما في يد غيره مات فقيراً، ومن لم يرض بما قسم اللَّه لم اتّهم اللَّه في قضائه، ومن استصغر زلّة نفسه استعظم زلّة غيره، ومن استعظم زلّة نفسه استصغر زلّة غيره، يا بني من كشف حجاب غيره انكشفت عورات بيته، ومن سلّ سيف البغي قتل به، ومن احتفر لأخيه بئراً سقط فيها، ومن داخل السفهاء حقر، ومن خالط العلماء وقرّ، ومن دخل مداخل السوء اتّهم، يا بني، قل الحق لك أو عليك، وإياك والنميمة فانها تزرع الشحناء في قلوب الرجال، يا بني إذا