روى أبو الفرج عن أبي بكر الحضرمي، قال: «استأذنت للكميت على أبي جعفر محمّد بن علي عليهما السلام في أيام التشريق بمنى فأذن له فقال له الكميت:
جعلت فداك اني قلت فيكم شعراً أحب أن أنشدكه، فقال: يا كميت أذكر اللَّه في هذه الأيام المعلومات، وفي هذه الأيام المعدودات، فأعاد عليه الكميت القول، فرق له أبو جعفر عليه السّلام، فقال: هات فأنشده قصيدته حتى بلغ:
يصيب به الرامون عن قوس غيرهم | فيا آخراً أسدى له الغي أول |
فرفع أبو جعفر يديه الى السماء وقال: اللهم اغفر للكميت.
وقال: «قال صاعد مولى الكميت: دخلنا يوماً على أبي جعفر محمّد بن علي فأعطانا ألف دينار وكسوة، فقال له الكميت: واللَّه ما أحببتكم للدنيا ولو أردت الدنيا لأتيت من هي في يديه، ولكن أحببتكم للآخرة، فاما الثياب التي أصابت أجسامكم فأنا أقبلها لبركاتها، وأما المال فلا أقبله فردّه وقبل الثياب.
قال ابن الكميت: حضرت أبي عند الموت وهو يجود بنفسه، ثم أفاق ففتح عينيه، ثم قال: اللهم آل محمّد، اللهم آل محمّد، اللهم آل محمّد» «2».
قال سليمان بن قرم: «كان أبو جعفر عليه السّلام يجيزنا بالخمسمائة الى