العالم على صلاحه، وذلك ان اللَّه عزّوجل يرفع العذاب عن أهل الأرض إذا كان فيها نبي أو إمام، قال اللَّه عزّوجل «وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ» «١» وقال النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: النجوم أمان لأهل السماء وأهل بيتي أمان لأهل الأرض، فإذا ذهبت النجوم أتى أهل السماء ما يكرهون، وإذا ذهب أهل بيتي أتى أهل الأرض ما يكرهون، يعني بأهل بيته الأئمة الذين قرن اللَّه عزّوجل طاعتهم بطاعته فقال «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ» «٢» وهم المعصومون المطهرون الذين لا يذنبون ولا يعصون، وهم المؤيدون الموفقون المسدّدون، بهم يرزق اللَّه عباده، وبهم يمهل أهل المعاصي، ولا يعجل عليهم بالعقوبة والعذاب، لا يفارقهم روح القدس ولا يفارقونه، ولا يفارقون القرآن ولا يفارقهم صلوات اللَّه عليهم أجمعين» «٣».
روى علي بن أسباط وغيره مرفوعاً عن أبي جعفر عليه السّلام قال: «قلت ان الناس يزعمون أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم لم يكتب ولا يقرأ، فقال:
كذبوا لعنهم اللَّه أنى يكون ذلك وقد قال اللَّه عزّوجل «هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ» «٤» فكيف يعلمهم الكتاب والحكمة، وليس يحسن أن يقرأ ويكتب؟ قال: قلت: فلم سمي النبي الأمي؟ قال: لأنه نسب الى مكة، وذلك قول اللَّه عزّوجل «وَلِتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا» «5» فأمّ القرى مكة فقيل أمي