بأشياء في غسله وتكفينه وفي دخوله قبره، قال: فقلت له يا أبت واللَّه ما رأيتك منذ اشتكيت أحسن منك اليوم ولا أرى عليك أثر الموت، فقال: يا بني، ما سمعت علي بن الحسين يناديني من وراء الجدار: يا محمّد عجل؟ ويقال: انه مات بالسم في زمن إبراهيم بن الوليد بن عبد الملك» «1».
قال المجلسي: «وأوصى أبو جعفر بثمانمائة درهم لمأتمه وكان يرى ذلك من السنّة لأن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله قال: اتخذوا لآل جعفر طعاماً فقد شغلوا» «2».
قال هشام بن سالم: «لما كانت الليلة التي قبض فيها أبو جعفر، قال: يا بني هذه الليلة وعدتها» «3».
أثّر السمّ في بدن الإمام الباقر عليه السّلام تأثيره وأخذ يدنو من الموت وهو متوجه الى اللَّه تعالى ويتلو القرآن الكريم، وبينما لسانه مشغول بذكر اللَّه إذ وافاه الأجل المحتوم، فاضت نفسه المطمئنة الى ربها راضية مرضية، وقام وصيه وخليفته الإمام أبو عبداللَّه جعفر الصادق بتجهيز جثمان أبيه فغسله وكفنه بما أوصى به وصلى عليه، ونقل الجثمان العظيم بالتهليل والتكبير وقد حفّت به الناس يلمسون نعش الإمام ويبكون لمصائبه، وحق لنا أن نقول:
يا سادتي، المحن التي لزمتكم والمصائب التي عمّتكم، والفجائع التي خصتكم والقوارع التي طوقتكم افدح من كل شي ء صلوات اللَّه عليكم ورحمته وبركاته.
دفن الإمام محمّد الباقر عليه السّلام في بقيع الغرقد «4» جنب أبيه علي بن