وانما قدمهم في الذكر على النفس لينبّه بذلك على لطف مكانتهم وقرب منزلتهم، وفيه دليل قاطع وبران واضح على صحة نبوة محمّد صلى اللَّه عليه وسلّم لأنه لم يرو أحد من موافق ومخالف أنهم أجابوا الى المباهلة لأنهم عرفوا صحّة نبوته وما يدل عليها في كتبهم» «1».
قال المراغي: «وفي تقديم هؤلاء على النفس في المباهلة مع أن الرجل يخاطر بنفسه لهم، ايذان بكمال أمنه صلّى اللَّه عليه وسلّم وتمام ثقته بأمره وقوة يقينه، بأنه لن يصيبهم في ذلك مكروه وهذه الآية تسمى آية المباهلة ... وهذا الطالب يدلّ على قوة يقين صاحبه وثقته بما يقول كما يدل امتناع من دعوا الى ذلك من أهل الكتاب من نصارى نجران وسواهم على امترائهم في حجاجهم، وكونهم على غير بينة فيما يعتقدون» «2».
أقول: ذكر حديث المباهلة كل المفسرين، وإليك ذكر بعضهم:
1- محمّد بن جرير الطبري (ت 310) في (جامع البيان).
2- أبو القاسم جار اللَّه الزمخشري (ت 538) في (الكشاف) «3».
3- أبو القاسم الحسكاني الحنفي في (شواهد التنزيل لقواعد التفضيل) «4».
4- الفخر الرازي الشافعي (ت 606) في (التفسير الكبير) ج 8 ص 28.
5- القاضي البيضاوي الشافعي (ت 685) في تفسيره (أنوار التنزيل).
6- أبو البركات النسفي (ت 701) في (تفسير النسفي) ج 1 ص 161.