خلف أبو محمّد الحسن من الولد ابنه الحجة القائم المنتظر لدولة الحق، وكان قد أخفي مولده وستر أمره لصعوبة الوقت وخوف السلطان وتطلبه للشيعة وحبسهم والقبض عليهم.
وتولّى جعفر بن علي أخوه أخذ تركته واستولى عليها، وسعى في حبس مواليه وشنّع على اصحابه عند السلطان، وذلك لكونه أراد القيام عليهم مقام أخيه فلم يقبلوه لعدم أهليته لذلك ولا ارتضوه، وبذل جعفر على ذلك مالًا جليلًا لولي الأمر فلم يتفق له ولم يجتمع عليه إثنان.
ذهب كثير من الشيعة الى أن أبا محمّد الحسن مات مسموماً وكذلك أبوه وجدّه وجميع الأئمة الذين من قبلهم خرجوا كلهم تغمّدهم اللَّه برحمته من الدنيا على الشهادة واستدلوا على ذلك بما روي عن الصادق عليه السّلام أنه قال: ما منّامقتولٌ أو شهيد» «1».
قال الطبرسي: «وكان مرضه الذي توفي فيه أول شهر ربيع الأوّل سنة ستين ومائتين وتوفي يوم الجمعة لثمان خلون من هذا الشهر وخلف ولده الحجة القائم المنتظر لدولة الحق وكان أخفى مولده لشدة طلب سلطان الوقت له واجتهاده في البحث عن أمره فلم يره الّا الخواص من شيعته» «2».
قال الشيخ الطوسي: «في أول يوم من ربيع الأول: كانت وفاة أبي محمّد الحسن بن علي العسكري» «3».
وقال الشيخ الكفعمي: «توفي عليه السّلام في أول يوم من ربيع الأول».