روى الكليني بإسناده عن علي بن عبد الغفار، قال: «دخل العباسيون على صالح بن وصيف، ودخل صالح بن علي وغيره من المنحرفين عن هذه الناحية على صالح بن وصيف عندما حبس أبا محمّد، فقال لهم صالح: وما أصنع؟ قد وكّلت به رجلين من اشرّ من قدرت عليه فقد صارا من العبادة والصلاة والصيام الى أمر عظيم، فقلت لهما: ما فيه؟ فقالا: ما تقول في رجل يصوم النهار ويقوم الليل كله لا يتكلم ولا يتشاغل، وإذا نظرنا اليه ارتعدت فرائصنا ويداخلنا ما لا نملكه من أنفسنا، فلما سمعوا ذلك انصرفوا خائبين» «1».
قال علي بن محمّد عن بعض أصحابنا قال: «سلّم أبو محمّد عليه السّلام الى نحرير «2» فكان يضيّق عليه ويؤذيه، قال: فقالت له امرأته: ويلك اتّق اللَّه، لا تدري من في منزلك؟ وعرّفته صلاحه، وقالت: اني أخاف عليك منه، فقال:
لأرميّنه بين السباع، ثم فعل ذلك به فرئي قائماً يصلي وهي حوله» «3».
قال ابن شهر آشوب: «روى ان يحيى بن قتيبة الأشعري أتاه بعد ثلاث مع الاستاد، فوجداه يصلي والأسود حوله فدخل الاستاد الغيل «4» فمزّقوه وأكلوه وانصرف يحيى في قومه الى المعتمد فدخل المعتمد على العسكري وتضرع اليه وسأل أن يدعو له بالبقاء عشرين سنة في الخلافة، فقال عليه السّلام: مدّ اللَّه في عمرك، فأجيب وتوفي بعد عشرين سنة» «5».